دقت أجراس الرحيل .. والعد التنازلي قد بدأ لنبضات قلبي .. إلى العالم المجهول سأرحل .. لكنها رحلة لا اعتقد أن هناك عودة بعدها .. لا أعرف اليوم من سيبكيني ويتذكرني .. ومن الذي سيبتهج لفراقي ويفرح ..
هنا ستموت الكلمة .. وتدمع السطور .. وينتحر الحرف .. الآن ساعة الحداد ستبدأ .. ويبدأ معها الحداد على القلم الذي لم يبخل يوماً في تصوير مشاعري ..
غاليتي ..
وداع الأموات الآن أودعك ِ .. لأنني عن مسرح هذه الحياة سأرحل .. أيها القلب لا تحزن فلم يعد للحزن مكان يسكن فيه .. لأن الموت أصبح هو الحقيقة والقدر الوحيد الذي لا ينكره عاقل .. ويقينا منا بأنه آت ٍ لا محالة ..
غاليتي ..
لا تيأسي ولا تحزني .. ولا تجعلي دموعك ِ تذرفني ..ولا تخبري قلبك ِ برحيلي .. لأنه سيكون أشد حزناً عليّ وهو أكثرهم معرفة بي ّ .. فلا تبكيه .. ولنبأ رحيلي لا تستسلمي ..ولا تجعليه يهز تلك الأعماق الرائعة فيك ِ ..
غاليتي ..بعد رحيلي ابتسمي .. وكل ما اطلبه منك ِ أن تقف ِ على قبري وتلهمين لسانك ِ بالدعاء لي فأنا
في حاجة إليه ..
عند قبري قف ِ وحاوريني كما تعودت منك ِ .. حدثيني وخبريني بما فعلت ِ بيومك ِ .. وكيف صارت الدنيا بك ِ من بعدي ..
لا تنهار دموعك ِ عندما تتذكري بأنني لم أعد انتظرك ِ كل صباح .. ولم أعد انتظرك ِ بكل شغف وشوق وحنين مثل ما كنا عليه عند لحظة لقاء .. ولكن فكري في ذلك القلب الذي من انتظارك ِ يوما احترق ..
لم يصبح هناك من يبكي اللحظات بدونك .. ولم يصبح هناك من يشكي في غيابك ِ مرور الوقت ..ولم يصبح هناك من يحصي الثواني للقاءك ِ ..
لا تبكي لأن الدنيا حرمتك ِ مني فقد حرمتني منك ِ قبل ذلك ..
لا تبكي فأنت ِ من فتح لي باب قلبه في لحضة صدق .. ووهبتني الحب بلا تردد .. ومنحتني الأمان بلا حدود ..ورممت مشاعري المكسوفة ..وأعادت صياغتي بعد ما كنت بقايا إنسان ..
غاليتي ..
ابتسمي عندما يحل طيفي ضيفا على مائدة ذاكرتك ِ ..
ابتسمي واجعلي ضحكاتك ِ تضوي الوجود ..
ابتسمي وتذكريني فأنا لا اريد منك سوى ان تنطقي باسمي وتطلقين من لسانك المصون تلك العبارة التي في يوم كتبتها على كف يدك ِ " الله يذكر من فقدته بالخير " أريد أن ترددين هذه العبارة دوما ..
لتعلمي أنه مصير لامفر منه حتماً آلا وهو " الموت " ..
جريح الامس